حكم ابن عطاء الله السكندري
لابن عطاء الله السكندري الكثير من الحكم الرائعة إلا أننا سندكر هنا بعضها
حكم ابن عطاء الله السكندري
-1 لا مسافة بينك و بينه حتى تطويها رحلتك، و لا قطيعة بينك و بينه حتى
تمحوها وصلتك.
2- جعلك في العالم المتوسط
بين ملكه و ملكوته ليعلمك جلالة قدرك بين مخلوقاته، و أنك جوهرة تنكوي عليك أصداف
مكوناته،
وسعك الكون من حيث جثمانيتك، و لم يسعك من حيث ثبوت روحانيتك.
3- الكائن في الكون، و لم
يفتح له ميادين الغيوب مسجون بمحيطاته، و محصور في هيكل ذاته.
4- أنت مع الأكوان ما لم
تشهد المكون، فإذا شهدته كانت الأكوان معك.
5- لا يلزم من ثبوت الخصوصية
عدم وصف البشرية، إنما مثل الخصوصية كإشراق شمس النهار، ظهرت في الأفق و ليست منه
6- تارة تشرق شموس أوصافه على ليل وجودك، و
تارة يقبض ذلك عنك فيردك إلى حدودك، فالنهار ليس منك إليه، و لكنه وارد عليك.
7- دل بوجود آثاره على وجود
أسمائه، و بوجود أسمائه على ثبوت أوصافه، و بوجود أوصافه على وجود ذاته، إذ محال
أن يقوم الوصف بنفسه، فأرباب الجذب يكشف لهم عن كمال ذاته ثم يردهم إلى شهود
صفاته، ثم يرجعهم إلى التعلق بأسمائه ثم يردهم إلى شهود آثاره، و السالكون على عكس
هذا، فنهاية السالكين بداية المجذوبين، و بداية المجذوبين نهاية السالكين، فإن
مراد السالكين شهود الأشياء لله، و مراد المجذوبين شهادة الأشياء بالله، و
السالكون عاملون على تحقيق الفناء و المحو، و المجذوبون مسلوك بهم طريق البقاء و
الصحو، لكن لا بمعنى واحد، فربما التقيا في الطريق هذا في ترقية و هذا في تدلية.
8- لا يعلم قدر أنوار القلوب
و الأسرار إلا في غيب الملكوت، كما لا تظهر أنوار السماء إلا في شهادة الملك.
9- وجد أن ثمرات الطاعات
عاجلا بشائر العاملين بوجود الجزاء عليه آجلا.
10- كيف تطلب العوض عن عمل هو
متصدق به عليك، أم كيف تطلب الجزاء عن صدق هو مهديه إليك.
11- قوم تسبق أنوارهم
أذكارهم، و قوم تسبق أذكارهم أنوارهم، و قوم تتساوى أذكارهم و أنوارهم، و قوم لآ
أذكار و لا أنوار نعوذ بالله من ذلك.
12- ذاكر ذكر ليستنير قلبه،
فكان ذاكرا، و ذاكر استنار قلبه فكان ذاكرا، و الذي استوت أنواره و أذكاره فبذكره
يهتدى و بنوره يقتدى.
13- ما كان ظاهر ذكر إلا عن
باطن شهود و فكر، أشهدك من قبل أن استشهدك فنطقت بألوهيته الظواهر و تحققت بأحديته
القلوب و السرائر.
14- أكرمك ثلاث كرامات، جعلك
ذاكرا له، و لولا فضله لم تكن أهلا لجريان ذكره عليك، و جعلك مذكورا به إذ حقق
نسبته لديك، و جعلك مذكورا عنده ليتم نعمته عليك.
15- رب عمر اتسعت آماده و قلت
أمداده، و رب عمر قليلة آماده كثيرة إمداده، فمن بورك له في عمره أدرك في يسير من
الزمن من منن الله تعالى ما لا يدخل تحت دوائر العبارة و لا تلحقه الإشارة.
16- الخذلان كل الخذلان، أن
تتفرغ من الشواغل ثم لا تتوجه إليه، و تقل عوائقك ثم لا ترحل إليه.
17- الفكرة سير القلوب في
ميادين الأغيار، و الفكرة سراج القلب، فإذا ذهبت فلا إضاءة له.
ليست هناك تعليقات :