شعر حب
شعر حب
الحب
يمكن
تعريف الحُبّ بأنّه شعورٌ بالانجذاب والإعجاب نحو شخصٍ ما، أو شيءٍ ما، وقد يُنظر
للحبّ على أنّه كيمياء متبادلة بين شخصين اثنين، ومن المعروف بأنّ الجسم يُفرز
هرمون الأوكسيتوسين المعروف بهرمون المحبّين أثناء اللقاء بينهم. وأوّل شخصٍ يُذكر
في الحب هو شاعر الحب نزار قبّاني، والّذي قلّ أن تجود الطبيعة بمثله، فهو قد ملأ
الدّنيا وشغل النّاس بشعره البسيط الجذّاب المتفجّر الغاضب، وهو شاعرٌ يتمرّد على
الأوضاع السلبيّة، ويهجو الواقع الّذي نعيشه والمملوء بالأخطاء والأمراض النّاشئة
عن التخلّف والقهر؛ فهو شاعرٌ عُرف بالحديث عن الحبّ والغضب.
وسنذكر في هذا المقال
أجمل القصائد الشعريّة الّتي قالها نزار قبّاني.
💔💔💔 شكراً لحبّك 💔💔💔
فهو معجزتي الأخيرة بعدما ولّى زمان
المعجزات شكراً لحبّك فهو علّمني القراءة،
والكتابة، وهو زوّدني بأروع مفرداتي وهو
الّذي شطب النّساء جميعهنّ بلحظة واغتال
أجمل ذكرياتي شكراً من الأعماق يا من
جئت من كتب العبادة والصّلاة شكراً
لخصرك،
كيف جاء بحجم أحلامي، وحجم
تصوّراتي ولوجهك المندسّ كالعصفور
بين دفاتري ومذكّراتي شكراً لأنّك تسكنين
قصائدي
شكراً لأنّك تجلسين على جميع
أصابعي
شكراً لأنّك في حياتي شكراً
لحبّك فهو أعطاني البشارة قبل كلّ المؤمنين
واختارني ملكاً وتوّجني وعمّدني بماء
الياسمين
شكراً لحبّك فهو أكرمني، وأدّبني ،
وعلّمني علوم الأوّلين واختصّني، بسعادة
الفردوس، دون العالمين شكراً لأيّام التسكّع
تحت
أقواس الغمام، وماء تشرين الحزين ولكلّ
ساعات
الضلال، وكلّ ساعات اليقين شكراً لعينيك
المسافرتين
وحدهما إلى جزر البنفسج،
والحنين
شكراً على كلّ السّنين الذّاهبات
فإنّها أحلى السنين شكراً لحبّك
فهو من أغلى وأوفى الأصدقاء وهو الّذي يبكي على
صدري إذا بكت السماء شكراً لحبّك فهو مروحة
وطاووس
ونعناع وماء وغمامة ورديّة مرّت مصادفةً
بخطّ الاستواء وهو المفاجأة الّتي قد حار فيها
الأنبياء
شكراً لشعرك شاغل الدّنيا وسارق كلّ غابات
النخيل
شكراً
لكلّ دقيقةٍ سمحت بها عيناك في العمر البخيل
شكراً
لساعات التهوّر، والتحدّي، واقتطاف المستحيل
شكراً على سنوات حبّك كلّها بخريفها، وشتائها
وبغيمها،
وبصحوها، وتناقضات سمائها شكراً على زمن البكاء،
ومواسم السهر الطويل شكراً على الحزن الجميل
أحبّك جداً
أحبّك
جداً وأعرف أنّي تورّطت جداً وأحرقت
خلفي جميع المراكب وأعرف أنّي سأهزم جداً
برغم
ألوف النساء ورغم ألوف التّجارب أحبّك جداً
وأعرف أنّي بغابات عينيك وحدي أحارب وأنّي
ككلّ
المجانين حاولت صيد الكواكب وأبقى أحبّك
رغم
اقتناعي بأنّ بقائي إلى الآن حيّاً أقاوم نهديك
إحدى العجائب أحبّك جداً وأعرف أنّي أقامر
برأسي
وأنّ حصاني خاسر وأنّ الطّريق لبيت أبيك
محاصرةٌ بألوف العساكر وأبقى أحبّك رغم يقيني
بأنّ التلفّظ باسمك كفرٌ وأنّي أحارب فوق
الدفاتر
أحبّك جداً وأعرف أنّ هواك انتحار وأنّي حين
سأكمل دوري سيرخى عليّ الستار وألقي برأسي
على ساعديك وأعرف أن لن يجيء النّهار وأقنع
نفسي بأنّ سقوطي قتيلاً على شفتيك انتصار
أحبّك جداً وأعرف منذ البداية بأنّي سأفشل وأنّي
خلال فصول الرّواية سأقتل ويحمل رأسي إليك
وأنّي سأبقى ثلاثين يوماً مسجىً كطفلٍ على
ركبتيك
وأفرح جداً بروعة تلك النّهاية
اختاري
إنّي خيّرتك فاختاري ما بين الموت على صدري
أو فوق
دفاتر أشعاري اختاري الحبّ أو اللا حبّ
فجبنٌ أن
لا تختاري لا توجد منطقةٌ وسطى
ما بين
الجنّة والنار ارمي أوراقك كاملةً وسأرضى
عن أيّ قرار قولي انفعلي انفجري لا تقفي مثل
المسمار
لا يمكن أن أبقى أبداً كالقشّة تحت الأمطار
اختاري قدراً بين اثنين وما أعنفها أقداري
مرهقةٌ
أنت
وخائفةٌ وطويلٌ جداً مشواري غوصي في البحر
أو ابتعدي لا بحر من غير دوار الحبّ مواجهةٌ
كبرى
إبحارٌ ضدّ التيّار صلبٌ، وعذابٌ، ودموع ورحيل
بين
الأقمار
يقتلني جبنك يا امرأةً تتسلّى من خلف ستار
إنّي لا أؤمن في حبٍّ لا يحمل نزق الثوّار لا
يكسر
كلّ
الأسوار لا يضرب مثل الإعصار آه لو حبّك
يبلعني
يقلعني مثل الإعصار إنّي خيّرتك فاختاري
ما بين الموت على صدري أو فوق دفاتر أشعاري
لا توجد منطقةٌ وسطى ما بين الجنّة والنّار
أسألك الرّحيلا
لنفترق
قليلاً لخير هذا الحبّ، يا حبيبتي،
وخيرنا
لنفترق قليلاً لأنّني أريد أن تزيد في
محبّتي أريد أن تكرهني قليلاً بحقّ ما لدينا
من ذكر غاليةٍ كانت على كلينا بحقّ حبٍّ
رائع ما
زال منقوشاً على فمينا ما زال
محفوراً على يدينا بحقّ ما كتبته إليّ من
رسائل ووجهك المزروع مثل وردةٍ في
داخلي وحبّك الباقي على شعري على أناملي
بحقّ ذكرياتنا وحزننا الجميل، وابتسامنا وحبّنا
الّذي غدا أكبر من كلامنا أكبر من شفاهنا بحقّ
أحلى
قصّةٍ للحبّ في حياتنا أسألك الرّحيلا لنفترق
أحباباً فالطّير كلّ موسمٍ تفارق الهضابا
والشّمس
يا حبيبي تكون أحلى عندما تحاول الغيابا كن في
حياتي الشك والعذابا كن مرّةً أسطورة كن مرّةً
سرابا
وكن سؤالاً في فمي لا يعرف الجوابا من
أجل حبٍّ
رائع يسكن منّا القلب والأهدابا وكي
أكون دائماً جميلة وكي تكون أكثر اقتراباً أسألك
الذّهابا
لنفترق ونحن عاشقان لنفترق برغم كلّ
الحبّ
والحنان فمن خلال الدّمع يا حبيبي أريد
أن تراني
ومن خلال النّار والدخان أريد أن تراني
لنحترق لنبك يا حبيبي فقد نسينا نعمة البكاء من
زمان لنفترق كي لا يصير حبّنا اعتياداً وشوقنا
رماداً
وتذبل الأزهار في الأواني كن مطمئنّ النفس،
يا صغيري فلم يزل حبّك ملء العين والضّمير ولم
أزل
مأخوذة بحبّك الكبير ولم أزل أحلم أن تكون لي
يا فارسي أنت ويا أميري لكنّني لكنّني أخاف من
عاطفتي
أخاف من شعوري أخاف أن نسأم من أشواقنا
أخاف من وصالنا أخاف من عناقنا فباسم حبٍّ رائع
أزهر
كالرّبيع في أعماقنا أضاء مثل الشّمس في أحداقنا
وباسم
أحلى
قصّة للحبّ في زماننا أسألك الرّحيلا حتّى يظل ّحبّنا
جميلاً حتّى يكون عمره طويلاً أسألك الرّحيلا
القصيده المتوحّشة
أحبّيني
بلا عقدٍ وضيعي في خطوط يدي أحبّيني لأسبوعٍ لأيّامٍ لساعاتٍ فلست أنا الّذي يهتمّ
بالأبد أنا تشرين شهر الرّيح والأمطار والبرد أنا تشرين فانسحقي كصاعقةٍ على جسدي
أحبّيني بكلّ توحش التتر بكّل حرارة الأدغال كلّ شراسة المطر ولا تبقي ولا تذري
ولا تتحضّري أبداً فقد سقطت على شفتيك كلّ حضارة الحضر أحبّيني كزلزالٍ كموتٍ غير
منتظر وخلّي نهدك المعجون بالكبريت والشّرر يهاجمني كذئبٍ جائعٍ خطر وينهشني
ويضربني كما الأمطار تضرب ساحل الجزر أنا رجلٌ بلا قدر فكوني أنت لي قدري وأبقيني
على نهديك مثل النّقش في الحجر أحبّيني ولا تتساءلي كيفا ولا تتلعثمي خجلاً ولا
تتساقطي خوفاً أجيبيني بلا شكوى أيشكو الغمد إذ يستقبل السّيف وكوني البحر
والميناء كوني الأرض والمنفى وكوني الصحو والإعصار كوني اللين والعنفا أحبّيني بألف
وألف أسلوب ولا تتكرّري كالصيف إنّي أكره الصّيفا أحبّيني وقوليها لا رفض أن
تحبّيني بلا صوت وأرفض أن أواري الحبّ في قبرٍ من الصمت أحبّيني بعيداً عن بلاد
القهر والكبت بعيداً عن مدينتنا الّتي شبعت من الموت بعيداً عن تعصّبها بعيداً عن
تخشّبها أحبّيني بعيداً عن مدينتنا الّتي من يوم أن كانت إليها الحبّ لا يأتي
إليها الله لا يأتي أحبّيني ولا تخشي على قدميك سيّدتي - من الماء - فلن تتعمّدي
امرأة وجسمك خارج الماء وشعرك خارج الماء فنهدك بطّةٌ بيضاء لا تحيا بلا ماء
أحبّيني بطهري أو أخطائي بصحوي أو بأنوائي وغطّيني أيا سقفاً من الأزهار يا غابات
حنّاء تعرّي واسقطي مطراً على عطشي وصحرائي وذوبي في فمي كالشّمع وانعجني بأجزائي
تعرّي واشطري شفتي إلى نصفين يا موسى بسيناء
يوميات رجل مهزوم
ليست هناك تعليقات :